medo الاعضاء
عدد الرسائل : 41 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: في تونس: إنكار الله .. ممكن الإثنين مارس 03, 2008 7:09 pm | |
| في تونس: إنكار الله .. ممكن |
| |
يعيشون بيننا في تونس، لكن من الصعب أن تكتشفهم بالعين المجردة ولا حتى بالتخمين، ليست لهم مشاكل تذكر في التعايش مع عامّة الناس، ولا فوارق بينهم وبين الآخرين لا خلقيا ولا في الممارسة اليومية.. إنما فقط في الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فهم لا يسلمون بوجوده كفاطر للسموات والأرض وخالق للعباد ومسيّر لشؤونهم!.
ما نقصده هم فئة "الملحدين" التي تنكر وجود الله جملة وتفصيلا، وإليها ينتمي الكثير من الشباب والفتيات من مختلف الأعمار.. قد تتساءل عن السبب الذي يدفع بشباب يعيش في بيئة مسلمة منذ قرون خلت إلى إنكار وجود الرحمن، لكن الملحد في تونس له أسبابه التي أقنعته بصواب خياره الإلحادي..
اقتربنا من بعضهم وأفسحنا لهم المجال لنتعرف على أفكارهم..
الشك طريق اليقين
منتصر، 26 سنة، وهو شاب عاطل عن العمل، يقول: "لم يدر بخلدي قط في أي يوم من الأيام بأن يكون وراء هذا الكون خالق أو ما شابه، منذ طفولتي تعودت على الحس النقدي الذي استلهمته من مطالعاتي لكتب كان والدي يقتنيها من دول غربية أثناء سفره".
ويضيف منتصر بصوت واثق: "لا أخشى أحدا في التصريح بإلحادي، بدأت حياتي بالشك كسبيل إلى اليقين، وأنا اليوم أجني ثمار هذا التمشي.. فلا الله موجود ولا المؤمنون به مفلحون في هذا الزمن".
حاولت ولم أقتنع
مروى، 23 سنة، وهي فتاة جامعية ترتدي الحجاب بطريقة تدل على التزامها الديني، لكن ما خفي كان أعظم.. تقول: "قرأت القرآن.. توضأت وصليّت في طفولتي .. صُمت لعدة أيام متتالية، لكن بدون الحماس الذي أراه لدى البعض، فقد تأكدت أن ما يسمى بالطقوس هي أغلال وضعت لتقيد حرية الأفراد، أنا غير مقتنعة بأي واجب ديني على الرغم من محاولاتي المتكررة للتديّن، أرتدي الحجاب قسرا وأتطبع بطبائع العامة لأن أهلي متدينون ولأن الشعب التونسي متدين بطبعه".
وتضيف بحنق شديد: "لا تخشوا شيئا، هذا التصنّع لن يدوم طويلا فلمّا تسمح لي الفرصة الملائمة سأهجر هذه المجتمعات البائسة إلى مجتمعات أكثر عقلانية وجرأة في قول الحق".
العقل.. واللاعقل
"دعنا نحكّم عقولنا ولو مرة واحدة في حياتنا، فسنكتشف حقائق تغيب لدهور طويلة وتنجلي فجأة على واقع مخالف تماما للسائد"..
بهذه الجملة استقبلنا أيمن، 22 سنة، مضيفا: "كنت أتمنى أن أقابل الإعلام بشكل يومي لأوضّح للناس المظلمة التي سلطت علينا تحت يافطة ما يسمى الدين، لكن اللاّعقلانيين يستهدفوننا باستمرار، فالعقل يا قوم هو السبيل الوحيد لخلاصكم من الشعوذة التي لا خير يرجى من ورائها، ومن تلك الشعوذات الغريبة القول بأن القران اعجاز علمي والجميع يدرك أن هذا النص يعادي العلم والمتعلمين".
إن شاء الله
ملحد آخر مثير للاستغراب، اسمه محمد، 22 سنة، ويستعمل عبارات لها مرجعية إسلامية واضحة من قبيل (إن شاء الله) و (الله يبارك فيك)، لمّا سألناه عن التناقض بين ما يقول وما يعتنقه من أفكار أجاب: "لغة متداولة لا أكثر ولا أقل، لا أقصد من ورائها أي شيء، لكنني نشأت عليها دون إدراك لمعناها ودلالاتها".
يضيف: "ما أسلّم به هو أن فكرة الله فكرة إقصائية تبتغي القضاء عليّ وإلقائي في الجحيم، لقد اقتنعت بعد أن تأكدت من أنني كائن مادي موجود بالفعل أنه لا يوجد الله وأنا في مكان واحد، وهذا ما أحاول إقناع الجميع به لكن دون جدوى".
مؤمنون ولو كرهوا
بخصوص هؤلاء الشباب سألنا الشيخ عبد العزيز فرحاتي، إمام وخطيب للجمعة، يجيب: "والله أخشى على شبابنا من مثل هذه الفتن والآفات، وها هم يبثوا أفكارهم التي ما أنزل الله بها من سلطان، لكن الثابت أن الله عز وجل أكبر من كل من يتجرأ على نكران وجوده وحتى إن ادعى البعض ذلك، فتلك لحظات يغيب فيها الرشد والاتزان لا تجعلنا نقتنع بأنهم على رجاحة، فهم مؤمنون بالفطرة ولو كرهوا وادعوا عكس ذلك.. نسأل الله العافية لهم ولنا".
|