almagic المدير العام
عدد الرسائل : 277 تاريخ التسجيل : 20/02/2008
| موضوع: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثاء مارس 04, 2008 6:53 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد فلقد فجعنا جميعاً وأصبنا بمصاب جلل لما تطاولت به بعض الصحف في الدنمارك بمحاولتهم التنقص من رسول الهدى وسيد الورى وإمام الأنبياء وقدوة الناس أجمعين الرسول الكريم الذي رفع الله قدره وأعلى منزلته ينال بالسب التهكم ـــ إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر ابن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم . ـــ إنه رسول الله لم يكتب لأحد من بني البشر من الشرف والمكانة والرفعة وبقاء الدين والذكر الحسن ما كتب لمحمد عليه الصلاة والسلام حتى امتن الله عليه فقال { ورفعنا لك ذكرك } فأي مخلوق من المخلوقات له ذكر كذكر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام السماء على عظمتها والأرض بكل غناها تشرد عنها الأذهان وذكر نبينا ما يكاد تمضي دقيقة إلا والمؤذن يشهد أن محمدا رسول الله على مدار اليوم والليلة والمسلمون يرددون خلفه أشهد أن محمداً رسول الله . ـــ إنه رسول الله اختاره الله ليكون خير الخليقة وخاتم الأنبياء والمرسلين وجعله مبلغ أعظم الأديان والباقي منها . ولم يرتضي لنفسه ولا للناس ديناً إلا دين محمد عليه الصلاة والسلام . فجمع الله له الشرف من كل جوانبه فنسبه على ما ذكرنا خير الأنساب ودينه خير الأديان هو سيد ولد آدم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع) مسلم ـــ إنه رسول الله الذي بعث عليه الصلاة والسلام في زمن زادت حاجة الناس إليه بل من ضلالة تلك الأحقاب أن الله مقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب فأذن الله بمبعث محمد عليه الصلاة والسلام ولذا قال صلى الله عليه وسلم (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا أمي التي رأت) ـــ إنه رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي فتح الله به عيوناً عمياً وأنار به قولباً غلفاً وآذاناً صماً حتى ترك أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك . ـــ إنه رسول الله لن يدخل أحد الجنة إلا عن طريقه { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } { من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاُ} قال صلى الله عليه وسلم( لن يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) {هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولو كره المشركون } ـــ إنه رسول الله له من المقامات والشرف والرفعة ما به جميع الخلق حتى سبق جميع الأنبياء عليه الصلاة والسلام فقال الله عنه { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } ففي حديث ابن عمر عند البخاري أنه عليه الصلاة والسلام يشفع ليقضى بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الباب فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم) . وأنه عليه الصلاة والسلام يسجد عند ربه وله في ذلك الموقف الرهيب المهاب ولك أن تتخيل ذلك الموقف الناس ضاقت صدورهم وعريت أجسادهم وزاد عليهم الزحام والناس قد ذهبوا إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى واعتذروا مما تقدم إليه الرسول عليه وعليهم جميعاً الصلاة والسلام ويثني على الله بمحامد ويتركه الله ما شاء أن يتركه وهو يسمع لحمد النبي وثنائه وتسبيحه له والخلق محشورون في المحشر . وما ذاك إلا لعظمة هذا النبي عليه الصلاة والسلام عند ربه جل وعلى . ـــ إنه رسول الله قال الله عنه { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } وقال{ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } وقال { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْىٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى وَهُوَ بِالاٍّ فُقِ الاٌّ عْلَى} لقد حدد الله سبحانه الأدب معه في الحديث والتعامل معه عليه الصلاة والسلام فقال سبحانه { ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَرْفَعُواْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَائِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ إَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وهذا متقرر بقلب كل مسلم أنه لا أحد من الخلق أحب إليهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام ففي البخاري عن أبي عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك) فقال له عمر فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( الآن يا عمر) فلا أحب من النبي عليه الصلاة والسلام إلا الله بل حبه مرتبط بحب الله وحب الله مرتبط بإتباعه عليه الصلاة والسلام فحبه يغلب على حب كل محبوب من الخلق وهذه المحبة ليست لمن كان معه من الصحب الطيبين الطاهرين فقط لا بل لكل الأمة من بعدهم يقول ابن حجر رحمه الله " فهذه المحبة ليست باعتقاد الاعظميه فقط فإنها كانت حاصلة لعمر قبل ذلك قطعا ومن علامة الحب المذكور أن يعرض على المرء أن لو خير بين فقد غرض من أغراضه أو فقد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كانت ممكنه فإن كان فقدها أن لو كانت ممكنة أشد عليه من فقد شيء من أغراضه فقد اتصف بالاحبية المذكورة ومن لا فلا وليس ذلك محصورا في الوجود والفقد بل يأتي مثله في نصرة سنته والذب عن شريعته وقمع مخالفيها ويدخل فيه باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". أ,هـ يقول ابن تيمية رحمه الله " بل قد قال تعالى { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدى القوم الفاسقين } فانظر إلى هذا الوعيد الشديد الذي قد توعد الله به من كان أهله وماله أحب إليه من الله ورسوله وجهاد في سبيله فعلم أنه يجب أن يكون الله ورسوله والجهاد في سبيله أحب إلى المؤمن من الأهل والمال والمساكن والمتاجر والأصحاب والأخوان وإلا لم يكن مؤمنا حقا ومثل هذا ما في الصحيحين عن انس قال قال رسول الله لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر وحتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وهذا لفظ البخارى فأخبر أنه لا يجد أحد حلاوة الإيمان إلا بهذه المحبات الثلاث أحدها أن يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما وهذا من أصول الإيمان المفروضة التي لا يكون العبد مؤمنا بدونها ".أ ,هـ فمحبة النبي عليه الصلاة والسلام مقدمة على المال والولد والنفس والأم والأب وكل الدنيا بأسرها. ولن تبرهن هذه المحبة حقاً إلا بإتباع هذا النبي عليه الصلاة والسلام { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } والأمة لا تزال بخير ما عظمت نبيها وأحبته واتبعته بكل شؤون حياتها فمن أراد الفلاح ففي إتباعه للرسول عليه الصلاة والسلام الفلاح كله { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم } { من يطع الرسول فقد أطاع الله } والله يقول { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } ــ لقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم للسب من قوم كانوا معه وفي عهده فكان عاقبة سبهم خسراً فقد قذفوا كباكب في قليب بدر يوم بدر حتى قتل من أواخرهم ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة يوم الفتح وذلك لشدة سبهم وعداوتهم للنبي عليه الصلاة والسلام وهكذا كل من تنقص النبي عليه الصلاة والسلام فمآله إلى الخسار والدمار بإذن الله . وما قصة تمزيق كتاب النبي عليه الصلاة والسلام من كسرا فمزق الله ملكه ــ إن سب الكفار ليس بغريب للإسلام وأهله فهم كما قال الله عنهم { لا يألونكم خبالاً ودوا ما عنتم } فهم يحبون كل أمر يعنتنا ويغيضنا والكفر ملة واحده . ولكن القضية حصلت فما هو الموقف منها هل نبقى على التحازن والهم وفقط لا بل لا بد أن نعمل جهدنا , حتى بالعمل الجاد نحيل المحنة إلى منحة, بتوفيق الله تعالى ورحمته. ولنعلم أنه لا تحصل مثل هذه الأفعال إلا ابتلاء للأمة من الله تعالى واختبار. ولتكن هذه الحادثة دافعة لنا على الإنتاجية والدعوة الصحيحة للدين الإسلامي والتعريف بالنبي عليه الصلاة والسلام لمن جهله وكذلك العمل الجاد في قراءة سيرته النهل من معينه الصافي وإتباعه قولاً وفعلاً واعتقاداً . إن فرض الوقت هو العمل وليس القول فحسب والعمل لا بد أن يضبط بضابط الدين والقرآن والسنة وهدي المصطفى عليه الصلاة والسلام وكل بحسبه . وإننا لنكبر وننظر بعين الاعتبار والتقدير لمواقف المسلين في كل مكان وتضامنهم ضد هذه الفعلة الشنيعة ومن أواخر ما يقدر ويشاد به ما قامت به هذه الدولة ( السعودية ) مع تلك الدولة النشاز التي لم تمتلك الحد الأدنى من مراعاة مشاعر المسلمين في محاسبة من يشكل عليها هي الخطر من غضب الله تعالى ومن ثم ما قد يمسها من مقاطعة المسلمين وهو كأقل واجب يقوم به أهل الإسلام في كل مكان من مقاطعة كل منتجاتهم وصادراتهم حتى وإن كانت محببة للنفس فالنبي واللهِ أحب إلينا من حليب أو جبن أو نحوه . تأتي هذه القضية لتعطينا دفقة أمل وبصيص ضوء وتحرك استيقاض من أمة يراد لها أن تغيب ويعلم الكل أن المسلمين لا يموتون ولكن قد يحصل عليهم ضعف أو مرض ولكن... لا تقولوا المسلمون انهزموا امة المختار في حرز الصمد إن بغى باغ عليها إنما يعبث الفأر بتمثال الأسد إنه وإن ضعف المسلمون في هذا الزمن فلسوف يأتي الزمن الذي تصحوا به الأمة من رقدتها وتفيق من غفلتها لتصبح فاعلة لا منفعلة وقائدة لا مقودة تسير بالبشرية جمعاء إلى الله بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهذا الأمر كأني أراه رأي العين بصدق وعده هو عليه الصلاة والسلام ( ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ) إن نزع الثقة من قلوب المسلمين أمر يفرح العدو ويبعد عن الإنتاجية ويقلل العمل ولو فكر المسلمون بمكانتهم في العالم لعلموا أن لهم مكانة ولهم تأثير ولكن مغيبون عنه وإلا مليار ونصف ألا يكون له تأثير لو أن كل مسلم وثق بنفسه وقدم خدمة يومية للدين لكان للعمل ثمرة ولكن لا يوجد عمل حتى توجد الثمرة ألف مليون مسلم لو نفخنا كلنا لم يدم بناء مشيد ألف مليون مسلم لو صرخنا كلنا زمجر الفضاء وأرعد ألف مليون مسلم لو بصقنا كلنا ماجت السيول على اللد وهنا أود أن أوجز بعض المشاريع العملية التي يستطيعها كل مسلم. أولها محبة النبي عليه الصلاة والسلام المقتضية طاعته وإتباعه والاهتداء بهديه . ومنها قراءة سيرته والتأمل فيها والاستفادة من عبرها ودروسها . ومنها الدعوة لدينه وبذل المال والوقت والجهد في ذلك . ومنها أن من استطاع الترجمة للسيرة النبوية العطرة في كل لغة ممكنة ليستفيد منها أكبر قدر ممكن من البشر. ومنها كثرة الصلاة والسلام عليه ففي كل صلاة منك عل النبي عليه الصلاة والسلام لك عشر من الله تعالى . ومنها مقاطعة جميع منتجات الدنمرك حتى إذا لم تخضع بالطوع فقد تخضع بالاقتصاد . نسأل الله أن يجعلنا من حزب النبي المصطفى ويحشرنا تحت لوائه ويرزقنا شفاعته اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين | |
|